قران واحاديث


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة”.
وفي البخاري أيضا عن عروة بن الجعد عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة”.
وفي البخاري أيضا عن عروة البارقي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم”


فكما نرى من هذا الحديث الشريف، أن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. والنواصي جمع ناصية وهو الشعر المسترسل على جبهة الحصان.
أي أن الخير يرتبط ارتباطا وثيقا بالخيل.


وكانت العرب تسمي الخيل خيرا. ونرى تأكيد هذه الحقيقة في القرآن الكريم في سورة "ص” على لسان سيدنا سليمان عليه السلام، إذ يقول الله عز وجل:
"إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ، فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ”

فكما نرى من الآية الكريمة، أن سيدنا سليمان عليه السلام قد عرض عليه الصافنات الجياد، فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي، أي أنه سمى الخيل خيرا، فلم يقل إني أحببت حب الخيل بل قال إني أحببت حب الخير وعنى بها الخيل.

فهذا تأكيد لحقيقة أن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
ونلاحظ أيضا في سورة العاديات، التي تتحدث عن الخيل، أن الله عز وجل يقسم بالخيل في قوله تعالى:
"وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً، فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً، فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً، فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً”

ثم بعد ذلك يقول الله عز وجل:
"إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ، وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ”
فنرى مرة أخرى ذكر للخير في سورة تتحدث عن الخيل. وهذا دليل آخر على أن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
فالخير إذن مرتبط بالخيل ارتباطا وثيقا، لا ينفك عنه إلى يوم القيامة.
وبما أن يوم القيامة لم يأت بعد، فالخيل لا يزال مرتبطا بها الخير، وسيبقى الخير مرتبطا بالخيل ومعقود في نواصيها إلى يوم القيامة.




خيل النبيّ مُحَمّد صلى الله عليه وسلم
اختلف الرواة في عدد خيله، r كما اختلفوا في أسمائها وألوانها، ولكن المشهور منها والمتفق عليه، ستة خيول هي:
1. السَّكْب:
ومعناها في اللغة، الخفيف السريع الجري.
2. المُرْتَجز:
ويقال غيث مرتجز: ذو رعد، سمي بذلك لجهارة صهيله وحسنه.

3. لِزَاَزُ:
اللزز: الشدة. سُمي بذلك لشدته واجتماع خَلْقِهِ.

4. اللُحَيْف:
سمي بذلك لطول ذنبه، كأنه يلحف الأرض بذنبه أي يغطيها.

5. سَبْحَةَ:
من قولهم فرس سابح إذا كان حَسَنُ مدّ اليدين في الجري.

6. الِظَّرَبُ:
الظّرب: ما نتأ من الحجارة وحُدّ طرفه، وقيل هو الجبل الصغير، وسمي الفرس الظَّرَب تشبيها له بالجبل لقوته.
وحكي عن ابن خالويه قال: كان للنبي، من الخيل: سَبْحَة، واللْحيف، ولِزَاز، والظَّرِب، والسَّكْب، وذو اللَّمَّة، والسَّرْحَان، والمُرْتَجِل، والأدْهَم، والمُرْتَجز،
وذكر في موضع آخر مُلاوح والوَرْد، واليَعْسُوب. وذكر غيره: ذو العُقَّال والسَّكْب، واللْحيف، ولِزَاز والظَّرب، وسَبْحة، والبَحْر، والشَّحَاء.


وعلى هذا فيكون المتفق عليه هو الخيول الستة الواردة أعلاه، بينما المختلف عليه:

1. ذو العُقَّال: والعُقَّال داء يُصيب أرجل الدواب، سمي به لدفع عين السوء عنه.
2. الشّحاءُ: الفرس الواسع الخطو.
3. ذو اللِّمة: اللِّمة شعر الرأس إذا جاوز شحمة الأذن، سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين.
4. السِرحان: هو الذئب.
5. المُرْتَجِل: الذي يقتدح النار بزنده ويحفيها بين رجليه.
6. الأدهم: الدُّهْمة السواد. والأدهم: الأسود، والعرب تقول ملوك الخيل دهمها.
7. الوَرْد: لون أحمر يضرب إلى صفرة حسنة وقيل فرسين وردين: الكميت والأشقر.
8. اليعسوب: هو قائد النحل وذَكَرُها، ويقال للسّيد يعسوب قومه.
9. البحر: كثير العدو تشبيها له بالبحر.

ويروى عن أسامة بن زيد، عن زيد بن طلحة التيمي قال: قدم خمسة عشر رجلاً من الرّهاويين[1]، وهم حي من مَذْحج، على رسول الله، فنزلوا دار رملة بنت الحارث[2]، فأتاهم رسول الله فتحدث عندهم طويلاً، فأهدوا لرسول الله r هدايا، منها فرس يقال له المرْوَاح[3]، فأمر فَشُوِّرِ[4] بين يديه فأعجبه
فأسلموا وتعلموا القرآن والفرائض وأجازهم كما يجيز أهل الوفد.


الخيول العربية الاصيلة صور 98131.jpgحديثه صل الله عليه وسلم عن الخيل
ورد في الحديث النبوي الشريف الكثير مما يحض على تكريم الخيول والعناية بها،وتشجيع اتخاذها وتملكها؛ فمن ذلك أن النبي،
قال: (خير مال المرء مُهْرةٌ مأمورة أو سكة مأبورة) (مسند أحمد، الحديث الرقم 15284)
(سكة مأبورة: أي نخل ينبتُ على صفين ملقح).


وروي عن عتبة بن عبد السلمى، رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله،
يقول: (لا تَقُصُّوا نَوَاصِي الْخَيْلِ وَلَا مَعَارِفَهَا وَلا أَذْنَابَهَا فَإِنَّ أَذْنَابَهَا مَذَابُّهَا وَمَعَارِفَهَا دِفَاؤُهَا وَنَوَاصِيَهَا مَعْقُودٌ فِيهَا الْخَيْرُ)
(سنن أبي داود، الحديث الرقم 2180) (نواصيها: مقدمة رؤوسها، معارفها: شعر عنقها).


وروي أن رسول الله (رُئِيَ يمسح وجه فرسه بردائه فسئل عن ذلك؟ فقال: إني عُوتبت الليلة في الخيل)
(موطأ مالك، باب الجهاد، الحديث الرقم 890).


وروي عن أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله
(مَا مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلاَّ يُؤْذَنُ لَهُ عِنْدَ كُلِّ سَحَرٍ بِدَعْوَتَيْنِ اللَّهُمَّ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ وَجَعَلْتَنِي لَهُ فَاجْعَلْنِي أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ أَوْ مِنْ أَحَبِّ مَالِهِ وَأَهْلِهِ إِلَيْهِ)
(رواه النسائي، الحديث الرقم 3523).


وفي الصحيح عن جرير بن عبد الله، رضي الله عنه، قال:
(رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْوِي نَاصِيَةَ فَرَسٍ بِإِصْبَعِهِ وَهُوَ يَقُولُ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الأَجْرُ وَالْغَنِيمَةُ)
(صحيح مسلم، الحديث الرقم 3479).

الخيول العربية الاصيلة صور 98128.jpg



...........................................................................................................................................



لقد أحب رسول الله عليه الصلاه والسلام الخيل بعمق وأعزها وكرمها وأوصى بالعناية بها والمحافظة عليها، إذ قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم»، وأوصى النبي الكريم بالركوب والرماية في الحديث الشريف «ارموا واركبوا الخيل وأن ترموا أحب إلي من كل لهو لها به المؤمن فهو باطل إلا ثلاث خلال رميك عن قوسك وتأديبك فرسك وملاعبتك أهلك فانهض من الحق».
أمر الرسول الكريم  عليه الصلاه والسلام المسلمين بارتباط الخيل في الحديث الشريف «اربطوا الخيل وامسحوا نواصيها وأعجازها» وقال «أكفالها وقلّدوها ولا تقلدوها الأوتاد»، وأحب الخيل الدهماء في حديثه  عليه الصلاه والسلام «خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم ثم الأقرح المحجل طلق اليمين فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشيه»، وفي حديث آخر قال  عليه الصلاه والسلام «تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عز وجل عبدالله وعبدالرحمن وارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأكفالها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتاد وعليكم بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل». وشجع الرسول الكريم  عليه الصلاه والسلام النفقة على الخيل إذ قال «إن النفقة على الخيل في سبيل الله كباسط يده بالصدقة لا يقبضها». وكذلك عفا عن زكاة الخيل في الحديث الشريف «قد عفوت عن الخيل والرقيق فأدوا زكاة أموالكم من كل مئتين خمسه»، وحديث آخر «ليس على المسلم في فرسه ولا في عبده صدقة»، وشجع استمرار العناية بالخيل وجعل للفرس سهمين ولفارسه سهما واحدا فكان للرجل وفرسه ثلاثة أسهم وأول من سبق بين الخيل الرسول  عليه الصلاه والسلام «سبق النبي عليه الصلاه والسلام وأعطى السابق وقد راهن الرسول الكريم على فرسه عن عبدالله بن عمران أن رسول الله  عليه الصلاه والسلام سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء وأمدها ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبدالله بن عمر كان في من سابق بها».
كرم النبي المصطفى عليه الصلاه والسلام الخيل ومسح وجهها بردائه وسئل الرسول الكريم عن ذلك فقال: «إني عوتبت الليلة في أذالة الخيل».
أحب العرب المسلمون خيلهم فقد سأل أحدهم رسول الله عليه الصلاه والسلام قال يا رسول الله إني أحب الخيل أفي الجنة خيل فقال رسول الله  عليه الصلاه والسلام: «إن أدخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحملت عليه ثم طار بك حيث شئت».
ومن الأحاديث عن الخيل «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، الخيل لثلاثة هي لرجل أجر وهي لرجل ستر وهي على رجل وزر فأما الذي له أجر فالذي يتخذها في سبيل الله فيعدها له هي له أجر لا يغيب في بطونها شيء إلا كتب الله له أجر». وقد نهى رسول الله  عليه الصلاه والسلام عن أكل لحوم الخيل وقص النواصي «لا يحل أكل لحوم الخيل والبغال والحمير وكل ذي ناب من السباع»، «لا تقصوا نواصي الخيل فإن فيها البركة ولا تجزوا أعرافها فإنه أدفاؤها ولا تقصوا أذنابها فإنها مذابها» صدق رسول الله  عليه الصلاه والسلام
ومن الأحاديث الشريفة «أكرموا الخيل وجللوها»، «لا تقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها»، «إن الشيطان لا يدخل دارا فيها فرس عتيق»، أي أصيل، «عليكم بإناث الخيل فإن بطونها كنز وظهورها حرز وأصحابها معانون عليها»، «من همّ أن يرتبط فرسا في سبيل الله بنية صادقة أعطي أجر شهيد»، «من ارتبط فرسا في سبيل الله كان له مثل أجر الصائم القائم والباسط يده بالصدقة ما دام ينفق على فرسه». صدق رسول الله  عليه الصلاه والسلام
 ....................................................................................

هناك 3 تعليقات: